كتب التّربية الوطنيّة والتّنشئة المدنيّة في لبنان - بين التّربية والتّسويق السّياسيّ





مقدّمة
تأتي معالجة موضوع كتب التّربية في لبنان، من الصّف التّاسع الأساسيّ حتّى الثّالث الثّانويّ، في سياق الأخطاء الكبرى الّتي اقتُرفت خلال وضع المناهج المدرسيّة الجديدة، وبعدما تبيّن أنّ هذه الكتب تحتوي على مُغالطات جمّة مقصودة، وعلى عدّة أصعدة، أهمّها:
· التّزوير التّاريخيّ للوقائع.
· توجيه المُتعلّم نحو سياسة تخدم أغراض ومآرب وسياسات فريق سياسيّ مُعيّن.
· اختزال الوقائع عبر الإضاءة على جانب واحد منها وإغفال الجوانب الأخرى.
· الدّعوة إلى مواجهة الغرب بروح العداوة واعتبار كلّ ما هو أجنبيّ عدوًّا مباشرًا.
· تغليب فريق على آخر في لبنان عبر حصر المقاومة بفريق واحد من دون غيره، والدّعوة إلى حمايته، من دون تعريف المقاومة وتحديد طرقها وقيادتها وعلاقتها بالسّلطة الشّرعيّة.

يبدو أثر التّدخّل الخارجيّ جليًّا في هذه الكتب المدرسيّة، من خلال الدّعاية الّتي تتولاّها في التّرويج للدّور السّوريّ المُميَّز في لبنان، فإذا بعض الدّروس أقرب إلى فلسفة حزب منها إلى منهج تربية وطنيّة شاملة، يُفترَض بها تنشئة الأجيال، ودفعها إلى المواطنيّة الصّحيحة، مع إغفال تامّ للتّربية الوطنيّة الوقائيّة. من الواجب إذًا، بعد مرور ما يزيد على اثني عشر عامًا، واختبار المفاعيل المُدمّرة لهذه الكتب، أن يُصار إلى إجراء تقويم عمليّ عاجل لمناهج التّربية في لبنان، على قاعدة إبعاد السّياسة عن التّربية، وبناء الشّخصيّة الوطنيّة السّويّة على المبادئ والأخلاق والقيم، لا على الظّرفيّة السّياسيّة والنّهج الانفعاليّ الّذي يعتمد ردّة الفعل سبيلاً وسياسةً. ومن الواجب أيضًا التّعريف بالعدوّ في المبدأ. فكما أنّ إسرائيل هي العدوّ المُحتل، قد يكون أيّ بلد عربيّ أو أجنبيّ عدوًّا عندما يحتلّ أرضنا أيضًا. ويمكن أن تتغيّر العداوات والصّداقات تبعًا لمصالح البلد. من هذا المنطلق لا يجوز أن يكون كتاب التّربية الوطنيّة كتاب تاريخ يوثّق الأحداث ويأخذ الموقف منها.

1. التّزوير التّاريخيّ للوقائع
عرّف كتاب التّربية الوطنيّة والتّنشئة المدنيّة للصّفّ التّاسع الأساسيّ مقوّمات الهويّة بخمسة عناصر: اللغة، التّاريخ، التّراث، التّكامل الاقتصادي، الأماني المشتركة.

أ. اللغة: لم يقولوا كيف أنّ اللغة تجمع المواطنين في هويّة واحدة. هذا مع العلم أنّ الصّومال وجزر القمر تتكلّم شعوبها عدّة لغات. فما الّذي يجمع لبنان بها؟ واكتفوا بالقول إنّ المستعمر حارب اللغة العربيّة من دون تحديد المستعمر والعصر والظّرف.

ب. التّاريخ: إذا كان التّاريخ الموحّد يجمع النّاس في هويّة واحدة، فهل تاريخ المنطقة هو نفسه؟ وهل كان المستعمر نفسه والظّروف نفسها؟ وأين التّشابه مثلاً بين تاريخ الجزائر وتاريخ موريتانيا أو ليبيا أو لبنان؟
ج. التّراث: ما الّذي يجمع التّراث اللبنانيّ بالتّراث البربريّ أو التراث الكرديّ في العراق أو في سوريا؟

د. التكامل الاقتصاديّ: لا يرد التكامل الاقتصاديّ كعنصر من عناصر الهويّة في أيّ تعريف عالميّ، لأنّ الاقتصاد يخضع لمصالح ظرفيّة مُتبدّلة، لذلك لا يمكن أن يكون أحد مكوّنات هويّة الشّعوب، بل يدخل في باب مصالحها السّياسيّة والاقتصاديّة.

هـ. الأماني المشتركة: يحتار المرء في أمر الأماني المشتركة الّتي وردت في الكتاب. فهل أماني العرب في جميع الدّول هي نفسها؟ وما المقصود بـ"حماية الحقوق العربيّة والتّغلّب على التّحدّيات الخارجيّة..."؟ فحقوق الدّول ليست نفسها. والتّحدّيات تختلف بين دول تعتبر العدوّ صديقًا وأخرى تعتبر الصّديق عدوًّا، وإن لم يظهر ذلك في العلن، فإنّ المصالح والتّبادل التّجاريّ والسّياسيّ يحلّ عقدة الأماني المشتركة.

- في كتاب التّربية، للسّنة التّاسعة الأساسيّة، ص120، ما يلي: "استطاعت جامعة الدّول العربيّة توحيد السّياسات الخارجيّة للدّول العربيّة، في سبيل دعم القضيّة الفلسطينيّة ماليًّا وسياسيًّا وعسكريًّا، ومُقاطعة البضائع الإسرائيليّة". أين حصل ذلك؟ متى؟ وكيف؟ أفي تونس أم في المغرب أم في قطر أم في مصر؟
- في السّياق عينه، ورد في كتاب التّربية للتعليم الثّانويّ، السّنة الثّانية، ص 110، ما يلي: "ترتكز سياسة التّعاون العربيّ على روابط الجغرافيا والتّاريخ واللغة واعتبارات الأمن القومي والمصالح المشتركة والتّحدّيات المتنوّعة الّتي تواجه العرب، إضافة إلى الأماني والطّموحات المستقبليّة". فالعنصر الطّارئ في الموضوع هو الجغرافيا. فهل لهذه الدّول الجغرافية نفسها من المغرب حتّى المشرق؟




2. توجيه المُتعلّم نحو سياسة تخدم أغراض فريق دون آخر ومآربه وسياساته.
_ ورد في كتاب التّربية الوطنيّة، الصّفّ الثّاني الثّانويّ، ص 128: "تستغلّ إسرائيل خلافات بين دول عربيّة وبعض دول الجوار الجغرافيّ (تركيّا مثلاً) لدفع الأخيرة إلى سياسات وتحالفات معادية للعرب". فهل تبقى السّياسات ثابتة ودائمة بين الدّول؟ وهل المشاكل التّركيّة - السّوريّة تُحلّ على حساب الدّول الأخرى؟ وماذا عن المشاكل الإيرانيّة - الخليجيّة أو المشاكل الصّوماليّة - الإثيوبية وغيرها؟ وهل يصحّ التّعميم ليُدرَج في إطار كتاب التّربية الوطنيّة اللبنانيّة؟
_ ورد ص 126 من الكتاب عينه، مُستند رقم 11، في بند "قرار مؤتمر القمّة العربيّ غير العاديّ في الدّار البيضاء، أيّار 1989" ما يلي: "تأكيد عروبة لبنان ووحدة أراضيه واستقلاله...وأن يكون الإطار العربيّ هو الإطار الطّبيعيّ لحلّ الأزمة اللبنانيّة". إنّ هذا أمر مقبول، ولكنّه يوجّه المُتعلّم بطريقة مباشرة نحو اعتبار هذا الأمر مبدأً عامًّا من دون تعريف هذه الأزمة، فهل ذلك يعني أنّ جميع الأزمات لا تُحَلّ إلاّ في مؤتمر قمّة عربيّ؟ عن أيّة أزمة نتكلّم ونتعلّم؟ وهل ستبقى الأزمة نفسها على مرّ السّنين وتتالي العهود فيتعلّم الطّلاّب كيفيّة التّعايش معها؟

3. اختزال الوقائع عبر الإضاءة على جانب واحد منها وإغفال الجوانب الأخرى.
- ورد في كتاب التّربية الوطنيّة والتّنشئة المدنيّة للصّفّ التّاسع الأساسيّ، في المقدّمة، تحت عنوان "هدف المادّة": "تحقيق المواقف السّلوكيّة السّويّة، المبنيّة على القناعات الدّاخليّة الوطنيّة... "فمن يحدّد هذه القناعات؟ واللبنانيّون، منذ الاستقلال حتّى اليوم، لم يقدروا أن يكوّنوا تصوّرًا مُشتركًا للقناعات الوطنيّة في ظلّ التّدخّلات الخارجيّة، وبنتيجة ارتداد الطّوائف الدّائم إلى مرجعيّاتها الدّينيّة في الأزمات؟ أكبر دليل على ذلك عجز المجموعات اللبنانيّة عن الاتّفاق على وضع كتاب تاريخ لبنان منذ ما يزيد على القرنين.
- يرد في كتاب التّربية الوطنيّة والتّنشئة المدنيّة للصّفّ التّاسع الأساسيّ، ص 18، تحت عنوان "احترام رأي الآخر"، نصّ يتناول أمورًا بسيطة سطحيّة، ولا يدخل في صلب الموضوع الوطنيّ والاجتماعيّ، فاحترام الرّأي الآخر هو من الواجبات البديهيّة. ومع العلم بأنّ الكتاب لا يجوز أن يوجّه المتعلّم سياسيًّا، على الأقلّ يجب طرح الآراء الأخرى.
- ورد ص 114 من الكتاب عينه، تحت عنوان "الحقوق العربيّة والمطامع الإسرائيليّة"، فصل يفنّد الصّهيونيّة ومنطلقات العداء الإسرائيليّ للعرب، ومسيرة النّضال العربيّ ضدّ العدوّ الإسرائيليّ، ومطامع إسرائيل في لبنان... والواقع أنّ دولاً عربيّة عديدة لم تعد في حالة عداء مع إسرائيل، بل بينها دول وقّعت معاهدات سلام وتبادل ديبلوماسيّ وتجاريّ. فإذا كنّا نتكلّم على الحقوق العربيّة، هل ما نُعلّمه ينطبق على جميع العرب أم نكذب على أجيالنا ؟ يبدو أنّ ما نحن عاجزون عن كتابته في كتاب التّاريخ نُمرّره في كتاب التّربيّة. مع العلم بأنّ التّعابير والملفوظات الّتي تختصّ بإسرائيل والصّهيونيّة في كتاب التّربية تجاوز الخمسين، وهذا كافٍ لترسيخ روح العداء لسنين وأجيال لاحقة حتّى ولو أقرّ السّلام كما حصل مع دول أخرى.
- في الكتاب عينه أيضًا، كما في كتب التّربية الأخرى، تغافلٌ عن سياسة سوريّا في لبنان إبّان احتلالها له، وتدخّلها في شؤونه الدّاخليّة، ودورها في عسكرة نظامه، وقمع حرّية أبنائه، وتغليب فئات على أخرى، وتحقيق مصالحها السّياسيّة والاقتصاديّة على حسابه، واعتداء على أرضه عبر استباحة حدوده وعدم موافقتها على ترسيمها، وعدم موافقتها على ترسيم الحدود والموافقة على ما يطالب به لبنان بشأن مزارع شبعا. ويبدو ذلك مشابها لما فعلته إسرائيل باستباحة الأرض واحتلالها، واستغلال فئات من النّاس لتنفيذ مآربها. فمحاصرة المناطق وقصفها والقتل والخطف والتّهجير والتّشريد والنّفي والاعتقالات الاعتباطيّة وجميع مساوئ الحروب لم تكن حكرًا على إسرائيل وحدها. ولا يجوز إغفال حقائق تاريخيّة تؤثّر في البنية الوطنيّة واختزالها بشعارات زائفة ومبادئ عامّة. وإذا كان لا بدّ من كتابة الوقائع فيجب أن يكون ذلك في كتب التّاريخ لا في كتب التّربية.
- في كتاب التّربية الوطنيّة والتّنشئة المدنيّة للصّفّ الثّالث الثّانويّ، المحور الثّالث، الدّرس الثّاني، ص70، تحت عنوان "المغتربون اللبنانيّون والقضايا الوطنيّة العربيّة" ينحصر جلّ الدّرس ومستنداته في إبراز دور المغتربين في مناصرة لبنان ضدّ العدوّ الإسرائيليّ ونُصرة القضيّة الفلسطينيّة ويقظة الأمّة العربيّة. فلا يجوز أن ينحصر دور المغتربين في هذه الأمور ولا يُذكر دورهم في إعمار لبنان ودعم ذويهم على جميع الأصعدة ورفع اسم لبنان في المجالات العلميّة والأدبيّة والفنّيّة... ومساهمتهم في القرارات الدّوليّة الدّاعمة لطرد المحتلّين ولعدم وجود سلاح خارج نطاق الجيش اللبنانيّ وسلطة الحكومة اللبنانيّة الّتي تطبّق الأنظمة، ودعمهم لتطبيق اتّفاق الطّائف الّذي نصّ على ذلك.
- وفي الكتاب عينه، المحور السّابع، الدّرس الثّالث، ص 181، 182، تحت عنوان "الدّفاع عن الوطن" جميع الأمثال والمستندات في الدّرس تتكلّم على دور الشّباب في مقاومة إسرائيل، مثلاً مبادرة الشّباب الّتي تمثّلت بوضوح في فكّ الحصار عن بلدة أرنون. وفيه تغييب لدور الشّباب في مواجهة الانتهاكات السّوريّة للسّيادة اللبنانيّة، والمظاهرات الّتي قاموا بها والاعتقالات الّتي تعرضّوا لها.



4. الدّعوة إلى مواجهة الغرب بروح العداوة واعتبار كلّ ما هو أجنبيّ عدوًّا مباشرًا.
- في كتاب التّربية الوطنيّة والتّنشئة المدنيّة للصّفّ الثّاني الثّانويّ، المحور الرّابع، الدّرس الرّابع، ص 128، يرد ما يلي: "القوى العسكريّة الأجنبيّة المنتشرة في المحيط العربيّ: وتتمثّل بحشود وقواعد وأساطيل عسكريّة (في الخليج العربيّ مثلاً) تزداد أو تخفّ حسب الظّروف والحاجة. وتستهدف هذه القوى، وبذرائع شتّى، إخضاع المنطقة العربيّة بثرواتها وإمكاناتها المتنوّعة للإرادة الأجنبيّة". وتحت "عنوان الأمن المائيّ العربيّ" مستند رقم 6، أدرجت صورة "حاملة طائرات أجنبيّة تعبر مياه الخليج" كأنّها توحي بخطر أجنبيّ على العرب. مع العلم أنّ الدّول العربيّة المعنيّة في دول الخليج موافقة على وجود هذه القوّات، ولعلّها هي الّتي تطلب مؤازرتها.
- ورد في الكتاب عينه والمحور عينه، الدّرس الرّابع، ص 130، تحت عنوان "النّفط العربيّ": "...المطمع الأوّل للدّول الكبرى... فلا عجب إن نُشرت حولها القواعد والجنود وحاملات الطّائرات والأساطيل وتسبّبت بإشعال النّزاعات". وفي إحالةٍ إلى الحاشية: "الحرب العراقيّة – الإيرانيّة 1980- 1988، وحرب الخليج الثّانية 1990- 1991". فما علاقة الغرب بالحرب العراقيّة – الإيرانيّة؟ وما علاقة الدّول الأجنبيّة بهذا الموضوع؟ وما علاقة النّفط به؟ أمّا حرب الخليج الثّانية فهي حدثت بعد احتلال العراق لدولة الكويت. وهما بلدان عربيّان، وطلائع الجيوش المؤازرة لدولة الكويت كانت من دول عربيّة كسوريا والمملكة العربيّة المتّحدة وغيرهما.
- ورد في الكتاب عينه، المحور عينه، الدّرس الخامس، ص 136، تحت عنوان "تحقيق الأمن الدّفاعيّ العربيّ" ما يلي: "... وقوّة عسكريّة تكفل أمن العالم العربيّ بأدوات عربيّة، ومواجهة الأمن الأجنبيّ المستعار..." فهل حصل توافق عربيّ حول هذه الأمور في جامعة الدّول العربيّة واتُّخذت قرارات بهذا الشّأن؟ وهل يكون تحقيق الأمن الدّفاعيّ العربيّ لمواجهة الأجنبيّ أم للاستغناء عن أمنه المستعار؟

5. تغليب فريق على آخر في لبنان، عبر حصر المقاومة بفريق واحد دون غيره، والدّعوة إلى حمايته، من دون تعريف المقاومة وتحديد طرقها وقيادتها وعلاقتها بالسّلطة الشّرعيّة.
_ ورد في كتاب التّربية الوطنيّة والتّنشئة المدنيّة للصّفّ الثّاني الثّانويّ، المحور الخامس، الدّرس الثّاني، ص 149، تحت عنوان "حرب التّحرير لنيل الاستقلال" ما يلي: "... إذ تقاتل المقاومة الوطنيّة اللبنانيّة الجيش الإسرائيّليّ المحتلّ... إنّها حرب مشروعة ما دامت تهدف إلى الدّفاع عن سيادة الدّولة واستقلالها". وفي كتاب التّربية الوطنيّة والتّنشئة المدنيّة للصّفّ الثّالث الثّانويّ، المحور الخامس، الدّرس الثّاني، ص 118، تحت عنوان "الجيش يقاوم العدوان الخارجيّ" ورد ما يلي: "... ويقف بصلابة في مواجهة اعتداءات إسرائيل ويقدّم الشّهداء ويحمي المقاومة الوطنيّة". فما هو تعريف المقاومة؟ وهل في التّاريخ شواهد على مقاومة في ظلّ وجود حكومة وجيش ونظام مُعترف به دوليًّا وعربيًّا؟ وهل مهمّة الجيش حماية المقاومة أم الشّعب؟ وإذا كانت المقاومة بحاجة إلى حماية من الجيش، ما هي مهمّة المقاومة وما هي مهمّة الجيش؟ وهل الحرب ما زالت قائمة بعدما انسحب الجيش الإسرائيلي أم أنّ المقاومة أصبحت حكرًا على حزب الله الّذي يرتدّ على الدّاخل اللبنانيّ بسلاحه وميليشيته ساعة يشاء ويفرض قواعده وأوامره على الشّعب اللبنانيّ الأعزل ونبرّره في كتب التّربية؟


خاتمة
بعد مرور أكثر من عقد على وضع كتب التّربية الّتي وردت فيها هذه المغالطات، وبنتيجة تغيّر معطيات عامّة، يجب أن يُعاد النّظر في المنهج التّربويّ برمّته، وبخاصّة في كتب التّربية، فيصار إلى إعداد كتب جديدة تحافظ على الثّوابت التّربويّة ويُلغى منها كلّ ما له علاقة بالسّياسة، داخليّة كانت أم خارجيّة، وخصوصًا ما كان منها موضع جدل سياسيّ مارق. فالتّربية تعتمد أصلاً على تنشئة الفرد وإعداده، ليكون مواطنًا صالحًا يعتنق سياسة المساواة واللاعنف، يحترم القيم الإنسانيّة والإجتماعية والدّيمقراطيّة، ويسهم في بناء وطن عزيز حضاريّ يحمي التّعدّديّة في الثّقافة والرّأي، ويجد فيه مثال الحرّيّة والإخاء والازدهار.



                                                                                                      رامي  معلوف  

Comments

Post a Comment